الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } * { يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ وَٱلظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }

{ وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } قال ابن جرير: أي وما تشاؤون اتخاذ السبيل إلى ربكم إلا أن يشاء الله ذلك لكم؛ لأن الأمر إليه لا إليكم. أي: لأن ما لم يشأ الله وقوعه من العبد لا يقع من العبد. وما شاء منه وقوعه وقع. وهو رديف (ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن) هذا تأويل السلف. وقالت المعتزلة: أي: وما تشاؤون الطاعة إلا أن يشاء الله بقسرهم عليها. والمسالة مبسوطة في الكلام. وقد لخصناها في (شرح لقطة العجلان) فارجع إليه. { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً } أي: بأحوالهم وما يكون منهم { حَكِيماً } أي: في تدبيره وصنعه وأمره.

{ يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ } قال أبو السعود: بيان لإحكام مشيئته المترتبة على علمه وحكمته. أي: يدخل في رحمته من يشاء أن يدخله فيها. وهو الذي يصرف مشيئته نحو اتخاذ السبيل إليه تعالى، حيث يوفّقه لما يؤدي إلى دخول الجنة من الإيمان والطاعة. { وَٱلظَّالِمِينَ } وهم الذين صرفوا مشيئتهم إلى خلاف ما ذكر { أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } يعني: عذاب النار. وقاناه الله بمنه وكرمه.