الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } * { وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَٱسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً }

{ وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ } أي: بدعائه وتسبيحه والصلاة له { بُكْرَةً وَأَصِيلاً * وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَٱسْجُدْ لَهُ } أي: بالتهجد فيه { وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً } أي: مقداراً طَوِيلاً، نصفه أو زيادة عليه. وفي هذه الأوامر مع الأمر في أول (المزمل) وأمثالها، ما يدل على العناية بقيام الليل والحرص عليه.

ويأتي البحث المتقدم هنا أيضاً، في أن الأمر خاص به صلوات الله عليه بناءً على أنه للوجوب، أو يشمل غيره تبعاً وهو للقدر المشترك، قولان معروفان في نظيره. والقصد حثه صلى الله عليه وسلم أن يستعين في دعوة قومه والصدع بما أمر به، بالصبر على أذاهم والصلاة والتسبيح. وقد كثر ذلك في مواضع من التنزيل كقوله:وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَٰوةِ } [البقرة: 45] وقوله:فَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ وَقَبْلَ ٱلْغُرُوبِ * وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ ٱلسُّجُودِ } [ق: 39 - 40] وأمثالهما.