{ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ } أي: الدنيا العاجلة، بإيثار شهواتها. { وَتَذَرُونَ ٱلآخِرَةَ } أي: بالإعراض عن الأعمال التي تورث منازلها، أو تنسون الآخرة ووعيدها، وهول حسابها وجزائها. { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ } أي: حسنة جميلة من النعيم { إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } أي: مشاهدة إياه، ترى جمال ذاته العلية، ونور وجهه الكريم، كما وردت بذلك الأخبار والآثار عن رسول الله صلوات الله عليه وسلامه. { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ } أي: كالحة، لجهامة هيآتها، وهول ما تراه هناك من الأهوال، وأنواع العذاب والخسران. { تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ } أي: داهية تفصم فقار الظهر؛ لشدتها وسوء حالها ووبالها. وشتان ما بين المرتبتين! ويظهر أن في عود الضمير من { بِهَا } إلى الوجوه - مراداً بها الذوات - شبه استخدام. ولم أر من نبه عليه.