الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلْقِيَامَةِ } * { فَإِذَا بَرِقَ ٱلْبَصَرُ } * { وَخَسَفَ ٱلْقَمَرُ } * { وَجُمِعَ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ } * { يَقُولُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ ٱلْمَفَرُّ } * { كَلاَّ لاَ وَزَرَ } * { إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمُسْتَقَرُّ } * { يُنَبَّأُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ }

{ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلْقِيَامَةِ } أي: متى يكون؟ استبعاداً وهزؤا. والجملة استئناف أو حال أو تفسير لقوله: (يفجر)، أو بدل منه والاستئناف بياني، كأنه قيل: لِمَ يريد الدوام على الفجور؟ قيل: لأنه أنكر البعث واستهزأ به { فَإِذَا بَرِقَ ٱلْبَصَرُ } أي: تحير ودهش. أي: لما أتى من أمر الله. قال مجاهد: أي: عند الموت { وَخَسَفَ ٱلْقَمَرُ } أي: ذهب ضوؤه { وَجُمِعَ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ } أي: جمع بينهما في ذهاب الضوء، فلا ضوء لواحد منها. وقيل: إنهما يجمعان ثم يكوران، كما قال جل ثناؤه:إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } [التكوير: 1] قال ابن زيد: جمعا فرمى بهما في الأرض. { يَقُولُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ ٱلْمَفَرُّ } أي: الفرار. أي: يطلب مهرباً ومحيصاً لدهشته، أو يقوله قول الآيس لعلمه بأنه لا قرار حينئذ. { كَلاَّ } ردع له عن طلب المفر، { لاَ وَزَرَ } أي: لا ملجأ. { إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمُسْتَقَرُّ } أي: مستقر العباد، من نار أو جنة. أي: مفوض إليه لا إلى غيره مستقرهم، أو استقرار أمرهم، والحكم فيهم { يُنَبَّأُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ } أي: من عمله الذي يوجب نجاته وثوابه، من الخيرات والصالحات، { وَأَخَّرَ } أي: منه ففرط وقصر فيه ولم يعمله.

قال الشهاب: { بِمَا قَدَّمَ } كناية عما عمل، و (ما أخر) ما تركه ولم يعمله. وهو مجاز مشهور فيما ذكر. أو ما قدمه، ما عمله، ما أخره، عمل من اقتدى به بعده عملاً له، كأنه وقع منه.