الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ } * { لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ } * { لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ } * { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ }

{ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ } أي: جهنم. وهو بدل من { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } بدل اشتمال، لاشتمال { سَقَرُ } على الشدائد. { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ } قال الزمخشري: أي: لا تبقي شيئاً يلقى فيها إلا أهلكته، وإذا هلك لم تذره هالكاً حتى يعاد. أو لا تبقي على شيء، ولا تدعه من الهلاك، بل كل ما يطرح فيها هالك لا محالة. { لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ } أي: محرقة للجلود، من (لوّحته الشمس) إذا سوّدت ظاهره وأطرافه. و (البشر) جمع بشرة، وهي ظاهر الجلد. أو اسم جنس بمعنى الناس. وجوّز أن يكون المعنى: لائحة للناس، من (لاح) بمعنى ظهر، والبشر بمعنى: الناس. { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } أي: من الخزنة المتولّين أمرها، والتسلط على أهلها، وفيه إشارة إلى أن زبانية العذاب الأخروي، تفوق زبانية الجبابرة في الدنيا أضعافاً مضاعفة، تنبيهاً على هول العذاب، وكبر مكانه.