الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } * { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } * { وَبَنِينَ شُهُوداً } * { وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً } * { ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ } * { كَلاَّ إِنَّهُ كان لآيَاتِنَا عَنِيداً } * { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً }

{ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } أي: لا مال له ولا ولد.

{ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } أي: مبسوطاً كثيراً، أو ممدوداً بالنماء.

{ وَبَنِينَ شُهُوداً } أي: رجالاً يشهدون معه المحافل والمجامع، أو حضوراً معه يأنس بهم، لا يحوجه سفرهم وركوبهم الأخطار، لاستغنائهم عن التكسب والمدح.

{ وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً } أي: بسطت له في العيش والجاه والرياسة.

{ ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ }. أي: من المال والولد والجاه. أو من النعيم الأخروي.

وهذا أظهر لقوله: { كَلاَّ } أي: لا يكون ما يأمل ويرجو، لأن الجدير بالزيادة من نعيم الآخرة هم المتقون، لا هو، { إِنَّهُ كان لآيَاتِنَا عَنِيداً } أي: معانداً للحجج المنزلة والمرسلة.

{ سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } أي: سأغشيه عقبة شاقة المصعد. وهو مثل لما يلقى من العذاب الشاق الصعب الذي لا يطاق، قاله الزمخشري.

قال الشهاب: ومعنى كونه مثلاً، أنه شبه ما يسوقه الله له من المصائب، بتكليف الصعود في الجبال الوعرة الشاهقة، وأطلق لفظه عليه. فهو استعارة تمثيلية.

ثم علل إرهاقه ذلك بقوله:

{ إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ... }.