الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَٱصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً } * { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً } * { وَنَرَاهُ قَرِيباً } * { يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلْمُهْلِ } * { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ } * { وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } * { يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ } * { وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ } * { وَفَصِيلَتِهِ ٱلَّتِي تُؤْوِيهِ } * { وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ }

{ فَٱصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً } أي: على ما يقولون. ولا يضق صدرك، فقد قرب الانتقام منهم. { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ } أي: العذاب الدنيوي أو الأخروي { بَعِيداً } أي: وقوعه، لعدم إيمانهم بوعيده تعالى. { وَنَرَاهُ قَرِيباً } أي: قريب الحضور. { يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلْمُهْلِ } أي: كالشيء المذاب، أو درديّ الزيت. و { يَوْمَ } إما ظرف لـ { قَرِيباً } ، أو لمحذوف. { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ } أي: كالصوف.

{ وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } أي: قريب قريباً عن شأنه، لشغله بشأن نفسه.

{ يُبَصَّرُونَهُمْ } أي: يعرفون أقرباءهم، مع ذلك يفر بعضهم من بعض. وفيه تنبيه على أن المانع من هذا السؤال هو الاندهاش مما نزل، لا احتجاب بعضهم من بعض.

{ يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ } أي: يتمنى الكافر { لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ } أي: الذين هم محل شفقته.

{ وَصَاحِبَتِهِ } أي: التي هي أحب إليه { وَأَخِيهِ } أي: الذي يستعين به في النوائب.

{ وَفَصِيلَتِهِ } أي: عشيرته { ٱلَّتِي تُؤْوِيهِ } أي: تضمه إليها عند الشدائد.

{ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ } أي: الافتداء. أو المذكور. أو من في الأرض. عطف على { يَفْتَدِي }. و (ثم) للاستبعاد.