الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَٰتٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَٰهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }

{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ } أي: القرى المهلكة { ءَامَنُواْ } أي: بالله ورسلهم { وَٱتَّقَواْ } أي: الكفر والمعاصي { لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَٰتٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } أي: لوسعنا عليهم الخير، ويسرناه لهم من كل جانب، مكان ما أصابهم من فنون العقوبات، التي بعضها من السماء، وبعضها من الأرض. فـ (فتحنا) استعارة تبعية؛ لأنه شبه تيسير البركات عليهم بفتح الأبواب في سهولة التناول. أو مجاز مرسل فيلازمه، وهو التيسير. أو أريد بـ (بركات السماء) المطر و (بركات الأرض) النبات والثمار.

{ وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ } أي: الرسل { فَأَخَذْنَٰهُمْ } أي: عاقبناهم { بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } من الكفر والمعاصي.

تنبيه

أفادت الآية قلة إيمان أهل القرى الذين أرسل فيهم الرسل، كقوله تعالى:فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ ٱلخِزْيِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ } [يونس: 98] أي: ما آمنت قرية بتمامها إلا قوم يونس، فإنهم آمنوا، وذلك بعد ما عاينوا من العذاب، كما قال تعالى عنهم:فَآمَنُواْ فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ } [الصافات: 148].