الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ ٱدْخُلُواْ فِيۤ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ مِّن ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ فِي ٱلنَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّىٰ إِذَا ٱدَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـٰؤُلاۤءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ ٱلنَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـٰكِن لاَّ تَعْلَمُونَ }

{ قَالَ } أي: الله، سبحانه، لهم في الآخرة { ٱدْخُلُواْ فِيۤ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ } أي: في جملة أمم قد مضت { مِن قَبْلِكُمْ مِّن ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ } يعني: كفار الأمم الماضية من النوعين { فِي ٱلنَّارِ } متعلق بـ (ادخلوا) { كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ } أي: في النار { لَّعَنَتْ أُخْتَهَا } أي: التي قبلها لضلالها بها، كما قال الخليل عليه الصلاة والسلام:ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ } [العنكبوت: 25] - { حَتَّىٰ إِذَا ٱدَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعاً } أي: تداركوا، بمعنى تلاحقوا واجتمعوا في النار { قَالَتْ أُخْرَاهُمْ } وهم الأتباع { لأُولاَهُمْ } أي: لأجل أولاهم، إذ الخطاب مع الله سبحانه، لا معهم. قال ابن كثير: أي: قالت أخراهم دخولاً وهم الأتباع، لأولاهم وهم المتبَعون؛ لأنهم أشد جرماً من أتباعهم، فدخلوا قبلهم، فيشكوهم الأتباع إلى الله يوم القيامة؛ لأنهم هم الذين أضلوهم عن سواء السبيل، فيقولون: { رَبَّنَا هَـٰؤُلاۤءِ أَضَلُّونَا } أي: سنّوا لنا الضلال، ودعوا إليه، فاقتدينا بهم { فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ ٱلنَّارِ } أي: مضاعفاً لأنهم ضلوا وأضلوا { قَالَ } أي: تعالى { لِكُلٍّ ضِعْفٌ } أي: عذاب مضاعف. أما القادة والرؤساء فبالضلال والإضلال، وأما الأتباع والسفلة، فبالضلال وتقليد أهل الضلال، مع وجود الهادين بالبراهين القاطعة { وَلَـٰكِن لاَّ تَعْلَمُونَ } أي: ما لكم، أو ما لكل فرقة، وقرئ بالياء. وعليها، فهو تذييل لم يقصد إدراجه في الجواب.