الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }

قوله تعالى: { ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ } خطاب منه تعالى لكافة المكلفين بالأمر باتباع ما أنزل، وهو القرآن، والمراد بـ { مَآ أُنزِلَ }: القرآن والسنة. وقوفاً مع عمومه، لقوله سبحانه:وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ } [النجم: 3-4].

تنبيه

قال السيوطيّ في (الإكليل): استدل به بعضهم على أن المباح مأمور به؛ لأنه من جملة ما أنزل الله، وقد أمرنا الله باتباعه - انتهى.

وأقول: هذا غلوّ في الاستنباط، وتعمق بارد، ويرحم الله القائل: إذا اشتد البياض صار بَرَصاً.

{ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ } أي: لا تتبعوا أولياء غيره تعالى، من الجن والإنس، فيحملوكم على عبادة الأوثان والأهواء والبدع { قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } أي: ما تتعظون إلا قليلا، حيث لا تتأثرون ولا تعملون بموجبه، وتتركون دينه تعالى، وتتبعون غيره.

ثم حذرهم تعالى بأسه، إن لم يتبعوا المنزل إليهم، بقوله سبحانه:

{ وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَآءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ... }.