الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَوَلَمْ يَنْظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىۤ أَن يَكُونَ قَدِ ٱقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ }

{ أَوَلَمْ يَنْظُرُواْ } أي: نظر استدلال { فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ } من الشمس والقمر والنجوم والسحاب. والملكوت: الملك العظيم { وَٱلأَرْضِ } أي: وفي الملكوت الأرض، من البحار والجبال والدواب والشجر { وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ } أي: وفيما خلق الله مما يقع عليه اسم (الشيء)، من أجناس لا يحصرها العدد، ولا يحيط بها الوصف { وَأَنْ عَسَىۤ أَن يَكُونَ قَدِ ٱقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ } عطف على (الملكوت). أي: في احتمال أن يهلكوا عما قريب، فيفارقوا الدنيا، وهم على أتعس الأحوال { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ } أي: القرآن { يُؤْمِنُونَ } أي: إذا لم يؤمنوا به، وهو المعجز الجامع لكل ما يفيد الهداية، وفي هذا قطع لاحتمال إيمانهم رأساً، ونفي له بالكلية.

تنبيه

قال الجشمي: تدل الآية على وجوب النظر في الأدلة، وأنها طريق المعرفة. وتدل على أنه لا شيء ينظر فيه، إلا ويعرف الله تعالى به.