{ وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ } أي: للجنة؛ لأنه في مقابلة{ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ } [الأعراف: 179] - قال النسفي: { أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ } أي: يدعون إليه { وَبِهِ يَعْدِلُونَ } أي: يعملون ويقضون، وقد جاء في الآثار؛ أن المراد بالأمة، هذه الأمة المحمدية، وقال قتادة: بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ الآية يقول: " هذه لكم، وقد أعطى القوم بين أيديكم مثلها " وعن الربيع بن أنس - في هذه الآية - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من أمتي قوماً على الحق، حتى ينزل عيسى بن مريم متى ما نزل " وفي الصحيحين عن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم، حتى تقوم الساعة " وفي رواية: " حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ". قال الشهاب: استدل بالآية على أن الإجماع حجة في كل عصر، وعلى أنه لا يخلو عصر من مجتهد إلى قيام الساعة.