الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذ نَتَقْنَا ٱلْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ وَٱذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

{ وَإِذ نَتَقْنَا ٱلْجَبَلَ فَوْقَهُمْ } أي: رفعناه { كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ } أي: سحابة { وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ } أي: ساقط عليهم؛ لأن الجبل لا يثبت في الجوّ { خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم } أي: وقلنا، أو قائلين: خذوا ما آتيناكم من أحكام التوراة { بِقُوَّةٍ } أي: عزيمة وجد { وَٱذْكُرُواْ مَا فِيهِ } أي: بالعمل ولا تتركوه كالمنسيّ { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } أي: مساوئ الأعمال، أو راجين أن تنظموا في سلك المتقين. وهذه الآية كقوله تعالى:وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ ٱلطُّورَ } [النساء: 154].

وقد روي عن ابن عباس وغيره من السلف: أنهم راجعوا موسى في فرائض التوراة وشرائعها، حتى رفع الله الجبل فوق رؤوسهم، فقال لهم موسى: ألا ترون ما يقول ربي عز وجل؟ لئن لم تقبلوا التوراة بما فيها، لأرمينكم بهذا فخرُّوا سجداً، فَرَقاً من أن يسقط عليهم - رواه النسائيّ وسنيد.