الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِٱلْكِتَابِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُصْلِحِينَ }

{ وَٱلَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِٱلْكِتَابِ } أي: يتمسكون به في أمور دينهم. يقال: مسّك بالشيء وتمسك به. وقرئ يُمْسكون، من (الإمساك)، وتمسكوا واستمسكوا { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُصْلِحِينَ } من وضع الظاهر موضع المضمر، تنبيهاً على أن الإصلاح كالمانع من التضييع؛ لأن التعليق بالمشتق يفيد علة مأخذ الاشتقاق، فكأنه قيل: لا نضيع أجرهم لإصلاحهم. فإن قلت: التمسك بالكتاب يشتمل على كل عبادة، ومنها إقامة الصلاة، فكيف أفردت؟ أجيب: بأن إفرادها، إظهاراً لمزية الصلاة؛ لكونها عماد الدين، وفارقة بين الكفر والإيمان.

قال الجشميّ: تدل الآية على وعيد المعرض عن الكتاب، ووعد من تمسّك به، تنبيهاً لنا وتحذيراً عن سلوك طريقتهم. وتدل على أن الإستغفار باللسان، وتمني المغفرة لا ينفع حتى يكون معها التوبة والعمل.