{ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلأَرْضِ } أي: سأمنع فهم الحجج والأدلة الدالة على عظمتي وشريعتي وأحكامي، قلوب المتكبرين عن طاعتي، والمتكبرين على الناس، أي: فكما استكبروا أذلهم الله بالجهل، كقوله تعالى:{ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَٰرَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ } [الأنعام: 110]، وقوله تعالى:{ فَلَمَّا زَاغُوۤاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ } [الصف: 5]، وقوله تعالى: { بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } إما صلة للفعل، أي: يتكبرون بما ليس بحق، وهو دينهم الباطل. أو حال من فاعله، أي: يتكبرون غير محقين { وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ } أي: حجة من الآيات والحجج المنزلة عليهم { لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا } تكبراً عليها { وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلرُّشْدِ } يعني: طريق الحق والهدى والإستقامة واضحاً ظاهراً { لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً } لمنافاته أهويتهم { وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلْغَيِّ } أي: الضلال عن الحق والهلاك { يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً } أي: طريقاً يميلون إليه { ذٰلِكَ } أي: الصرف عن الآيات، أو اتخاذهم الغي سبيلاً. { بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ } أي: لاهين لا يتفكرون فيها، ولا يتعظون بها. أو غافلين عما ينزل بهم من مخافة الرسل، ثم بين وعيد المكذبين بقوله:
{ وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ... }.