الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ }

{ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلأَرْضِ } أي: سأمنع فهم الحجج والأدلة الدالة على عظمتي وشريعتي وأحكامي، قلوب المتكبرين عن طاعتي، والمتكبرين على الناس، أي: فكما استكبروا أذلهم الله بالجهل، كقوله تعالى:وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَٰرَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ } [الأنعام: 110]، وقوله تعالى:فَلَمَّا زَاغُوۤاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ } [الصف: 5]، وقوله تعالى: { بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } إما صلة للفعل، أي: يتكبرون بما ليس بحق، وهو دينهم الباطل. أو حال من فاعله، أي: يتكبرون غير محقين { وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ } أي: حجة من الآيات والحجج المنزلة عليهم { لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا } تكبراً عليها { وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلرُّشْدِ } يعني: طريق الحق والهدى والإستقامة واضحاً ظاهراً { لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً } لمنافاته أهويتهم { وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلْغَيِّ } أي: الضلال عن الحق والهلاك { يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً } أي: طريقاً يميلون إليه { ذٰلِكَ } أي: الصرف عن الآيات، أو اتخاذهم الغي سبيلاً. { بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ } أي: لاهين لا يتفكرون فيها، ولا يتعظون بها. أو غافلين عما ينزل بهم من مخافة الرسل، ثم بين وعيد المكذبين بقوله:

{ وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ... }.