الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ ٱلْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَىٰ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَىٰ أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يٰمُوسَىٰ ٱجْعَلْ لَّنَآ إِلَـٰهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ }

{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ ٱلْبَحْرَ } أي: الذي أغرق فيه أعداءهم، وهو بحر القلزم كـ (قنفذ)، بلد كان في شرقي مصر، قرب جبل الطور، أضيف إليه؛ لأنه على طرفه، ويعرف البلد الآن بـ (السويس) ومن زعم أن البحر هو نيل مصر، فقد أخطأ. كما في (العناية). { فَأَتَوْاْ عَلَىٰ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ } قرئ بضم الكاف وكسرها { عَلَىٰ أَصْنَامٍ لَّهُمْ } أي: يواظبون على عبادتها ويلازمونها { قَالُواْ يٰمُوسَىٰ ٱجْعَلْ لَّنَآ إِلَـٰهاً } أي: صنماً نعكف عليه: { كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ } أي: أصنام يعكفون عليها { قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } أي: شأن الألوهية وعظمتها، وأنه لا يستحقها إلا الله وحده.

قال البغوي رحمه الله: ولم يكن ذلك شكّاً من بني إسرائيل في وحدانية الله تعالى، وإنما معناه: اجعل لنا شيئاً نعظمه، ونتقرب بتعظيمه إلى الله تعالى، وظنوا أن ذلك لا يضر بالديانة، وكان ذلك لشدة جهلهم. انتهى.