{ أَوَلَمْ يَهْدِ }: أي: يتبين { لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَآ } أي: المأخوذين { أَن لَّوْ نَشَآءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ } أي: كما أصبنا من قبلهم فأهلكنا الوارثين كما أهلكنا الموروثين { وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } أي: نختم عليها فلا يقبلون موعظة ولا إيماناً. قال أبو البقاء: يقرأ (يهد) بالياء، وفاعله (أن لو نشاء). و (أن) مخففة من الثقلية، أي: أو لم يبين لهم علمُهم بمشيئتنا. ويقرأ بالنون. و (أن لو نشاء) مفعوله. وقيل: فاعل (يهدي) ضمير اسم الله تعالى - انتهى. ويؤيده قراءة النون، وجوز أن يكون ضميراً عائداً على ما يفهم مما قبله، أي: أَوَلَمْ يهد ما جرى للأمم السابقة، وتعدية (يهد) باللام، لأنه بمعنى (يبين)، إما بطريق المجاز، أو التضمين. قال الشهاب: وإنما جعل بمعنى (يبين)، وإن كان (هدي) يتعدى بنفسه، وباللام وبإلى - لأن ذلك في المفعول الثاني لا في الأول، كما هنا، فهذا استعمال آخر. وقيل: لك أن تحمل اللام على الزيادة، كما في:{ رَدِفَ لَكُم } [النمل: 72]. والمراد بـ (الذين) أهل مكة ومن حولها، كما نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما - انتهى.