الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ } * { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقْرَءُواْ كِتَـٰبيَهْ } * { إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ } * { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } * { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } * { قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ } * { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِي ٱلأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ }

{ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ } أي: على ربكم للحساب والمجازاة { لاَ تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ } أي: سريرة كانت تخفي في الدنيا بستر الله.

{ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ } أي: علامة لفوزه { فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقْرَءُواْ كِتَـٰبيَهْ } أي: تعالوا، أو خذوا. والهاء للسكت، لا ضمير غيبة.

قال الشهاب: فحقها أن تحذف وصلاً، وتثبت وقفاً، لتصان حركة الموقوف عليه، فإذا وصل استغنى عنها. ومنهم من أثبتها في الوصل لإجرائه مجرى الوقوف، أو لأنه وصل بنية الوقف. وإثباتها وصلاً قراءة صحيحة، ولا يلتفت لقول بعض النحاة: إنها لحن.

{ إِنِّي ظَنَنتُ } أي: علمت { أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ } أي: جزائي يوم القيامة. أي: فأعددت له عدته من الإيمان والعمل الصالح.

{ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } أي: ذات رضا، ملتبسة به، فيكون بمعنى (مرضية).

أو الأصل: راض صاحبها، فأسند الرضا إليها، لجعلها لخلوصها عن الشوائب، كأنها نفسها راضية مجازاً. ويجوز أن يكون فيه استعارة مكنية وتخييلية، كما فصل في (المطول).

{ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا } جمع قطف بكسر القاف، وهو ما يقطف من ثمرها { دَانِيَةٌ } أي: قريبة سهلة التناول.

{ كُلُواْ } أي: يقال لهم: كلوا { وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِي ٱلأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ } أي: الماضية في الحياة الدنيا.