الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَتَنَادَوْاْ مُصْبِحِينَ } * { أَنِ ٱغْدُواْ عَلَىٰ حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ } * { فَٱنطَلَقُواْ وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ } * { أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا ٱلْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِّسْكِينٌ } * { وَغَدَوْاْ عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ } * { فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوۤاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ } * { بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ }

{ فَتَنَادَوْاْ } أي: فنادى بعضهم بعضاً { مُصْبِحِينَ } أي: وقت الصبح، ولم يشعروا بما جرى عليهم بالليل { أَنِ ٱغْدُواْ } أي: أخرجوا غدوة { عَلَىٰ حَرْثِكُمْ } أي: زرعكم { إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ } أي: قاصدين قطع ثمارها، وقد قطعها البلاء من أصلها { فَٱنطَلَقُواْ وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ } أي: يكتمون ذهابهم ويتسارّون فيما بينهم { أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا ٱلْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِّسْكِينٌ } أي: فقير. فالجملة مفسرة. أو { أَن } مصدرية. أي: بأن.

قال الزمخشري: والنهي عن الدخول للمسكين، نهي لهم عن تمكينه منه. أي لا تمكنوه من الدخول حتى يدخل. كقولك: لا أَرَينَّكَ ههنا.

{ وَغَدَوْاْ عَلَىٰ حَرْدٍ } أي: غدوا إلى جنتهم، على نشاط وسرعة وِجدٍّ من أمرهم، أو على منع وغضب { قَادِرِينَ } أي: في زعمهم على ما أصروا عليه من الصرام وحرمان المساكين. { فَلَمَّا رَأَوْهَا } أي: فلما صاروا إليها، ورأوها محترقاً حرثاً { قَالُوۤاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } أي: أنكروها وشكّوا فيها. هل هي جنتهم أم لا. فقال بعضهم لأصحابه: ظنا منه أنهم قد أغفلوا طريق جنتهم وأن التي رأوها غيرها: إنا، أيها القوم، لضالون طريق جنتنا! فقال من علم أنها جنتهم، وأنهم لم يخطئوا الطريق: بل نحن، أيها القوم، محرومون، حرمنا منفعة جنتنا بذهاب حرثها.