الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ } * { وَلاَ يَسْتَثْنُونَ }

{ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ } أي: بلونا مشركي مكة، فاختبرنا بهذا التنزيل الحكيم، هل يشكرون نعمته؛ فيحيوا حياة طيبة، أو يصرون على تكذيبه، فلا تكون عاقبتهم إلا كعاقبة أهل الجنة في امتحانهم الآتي، ثم دمارهم.

وقيل: معناه أصبناهم ببلية، وهي القحط والجوع بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، { كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ } وهم قوم من أهل الكتاب - على ما روي عن ابن عباس - أو ناس من الحبشة - في قول عكرمة - أي: كتابيون. فيتفق مع ما قبله، وليس من ضرورة الاعتبار بالمثل والعظة به تعيين أهله، لولا محبة المأثور { إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ } أي: ليقطعن ثمارها مبكرين بحيث لا يعلم مسكين بذلك { وَلاَ يَسْتَثْنُونَ } قال المهايمي: أي: ولا يخرجون شيئاً من حق المساكين، واقتصر عليه. وحكاه الرازي والقاضي قولاً ثانياً. والأول أن معناه: ولا يقولون إن شاء الله - واقتصر عليه ابن جرير والأول أظهر، والاستثناء بمعنى الإخراج الحسي، والجملة معطوفة على { لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ } ومقسم عليها.