الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَٰبِيحَ وَجَعَلْنَٰهَا رُجُوماً لِّلشَّيَٰطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ }

{ وَلَقَدْ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَٰبِيحَ } قال ابن جرير: وهي النجوم. وجعلها { بِمَصَٰبِيحَ } لإضاءتها. وكذلك الصبح، إنما قيل له صبح: للضوء الذي يضيء للناس من النهار. { وَجَعَلْنَٰهَا رُجُوماً لِّلشَّيَٰطِينِ } قال ابن كثير: عاد الضمير في قوله تعالى: { وَجَعَلْنَٰهَا } على جنس المصابيح، لا على عينها؛ لأنه لا يرمي بالكواكب التي في السماء، بل بشهب من دونها، وقد تكون مستمدة منها - والله أعلم.

وقال القاضي: أي وجعلنا لها فائدة أخرى هي رجم أعدائكم بانقضاض الشهب المسببة عنها. وقيل: معناه وجعلناها رجوماً وظنوناً لشياطين الإنس - وهم المنجمون.

قال الشهاب: مرّضه لأنه خلاف الظاهر المأثور. و (الرجم) يكون بمعنى: الظن مجازاً معروفاً. والآية بمعنى: آية الصافاتإِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِزِينَةٍ ٱلْكَوَاكِبِ * وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ * لاَّ يَسَّمَّعُونَ إِلَىٰ ٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ * دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ * إِلاَّ مَنْ خَطِفَ ٱلْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ } [الصافات: 6 - 10] { وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ } أي: في الآخرة.