الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ ذَلُولاً فَٱمْشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ ٱلنُّشُورُ }

{ هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ ذَلُولاً } أي: لينة سهلة المسالك. { فَٱمْشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا } أي: في نواحيها وجوانبها على التشبيه.

قال ابن جرير: لأن نواحيها نظير مناكب الإنسان التي هي من أطرافه.

{ وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ } أي: التمسوا من نعمه تعالى.

قال الشهاب: فالأكل والرزق، أريد به طلب النعم مطلقاً، وتحصيلها أكلاً وغيره. فهو اقتصار على الأهم الأعم، على طريق المجاز أو الحقيقة.

قال: وأنت إذا تأملت نعيم الدنيا وما فيها، لم تجد شيئاً منها على المرء غير ما أكله، وما سواه متمم له، أو دافع للضرر عنه.

{ وَإِلَيْهِ ٱلنُّشُورُ } أي: نشوركم من قبوركم للجزاء.

تنبيه

قال في (الإكليل): في قوله تعالى: { فَٱمْشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ } الأمر بالتسبب والكسب.

وقال ابن كثير: في الآية تذكير بنعمته تعالى على خلقه في تسخيره لهم الأرض، وتذليله إياها لهم، بأن جعلها ساكنة لا تميد ولا تضطرب بما جعل فيها من الجبال، وأنبع فيها من العيون، وسلك فيها من السبل، وهيأ فيها من المنافع، ومواضع الزرع والثمار. والمعنى: سافروا حيث شئتم من أقطارها، وترددوا في أقاليمها وأرجائها، في أنواع المكاسب والتجارات.