الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ وَٱسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنْفِقُواْ خَيْراً لأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ }

{ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ } أي: جهدكم ووسعكم، أي: ابذلوا فيها استطاعتكم، { وَٱسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ } أي: افهموا هذه الأوامر واعملوا بها { وَأَنْفِقُواْ } أي: أموالكم التي ابتلاكم الله بها في مراضيه { خَيْراً لأَنفُسِكُمْ } أي: وائتوا خيراً لأنفسكم. أي: اقصدوا في الأموال والأولاد ما هو خير لكم. فـ { خَيْراً } مفعول بمقدر، وهذا قول سيبويه، كقوله تعالى:ٱنتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ } [النساء: 171] وقيل: تقديره يكن الإنفاق خيراً، فهو خبر (يكن) مضمراً، وهو قول أبي عبيد. وقيل: مفعول لـ { وَأَنْفِقُواْ } وهو رأي ابن جرير. قال: أي: وأنفقوا مالاً من أموالكم لأنفسكم تستنقذوها من عذاب الله، والخير في هذا الموضع، المال { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ } أي: بالعصمة منه { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } أي: المنجحون الذين أدركوا طلباتهم عند ربهم.