{ وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلنُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَٰتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } أي: في ظلمات الليل في طرق البر والبحر { قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَٰتِ } أي: بينا الآيات على قدرته تعالى وحكمته واليوم الآخر { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } أي: وجه الاستدلال بها. وإنما خلقت للاستدلال المتأثر بالعمل بموجبها، ألا وهو الاستدلال بها على معرفة الصانع الحكيم، وكمال قدرته وعلمه واستحقاقه العبادةَ وحده. تنبيهان الأول: ذكر تعالى في غير هذه السورة كون هذه الكواكب زينة للسماء، وكونها رجوماً للشياطين. قال بعض السلف: من اعتقد في هذه النجوم غير ثلاث فقد أخطأ وكذب على الله سبحانه: أن الله جعلها زينة للسماء، ورجوماً للشياطين، ويهتدي بها في ظلمات البر والبحر - نقله ابن كثير -. أقول: مراده اعتقادٌ منافٍ للعقد الصحيح لا اعتقاد حكَمٍ وإسرار غير الثلاث فيها، إذ فوائد المكونات غير محصورة. وذكر حكمةٍ في مكوّن لا ينفي ما عداها - فافهم. الثاني: قال السيوطي في (الإكليل): هذه الآية أصل في الميقات، وأدلة العقليات. ثم بين تعالى نوعاً آخر من نعمه، وأدلة قدرته الباهرة بقوله: { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ... }.