الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَٰباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }

{ وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَٰباً فِي قِرْطَاسٍ } أي: مكتوباً في ورق، { فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ } أي: فمسوه، { لَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـٰذَآ } أي: ليس هذا المعظم بهذه الوجوه الدالة على أنه لا يكون إلا من الله، { إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } تعنتاً وعناداً. وتخصيص (اللمس) لأن التزوير لا يقع فيه، فلا يمكنهم أن يقولوا إنما سكرت أبصارنا، ولأنه يتقدمه الإبصار، حيث لا مانع. وتقييده بـ (الأيدي) لرفع التجوز، فإنه قد يتجوز به للفحص، كقوله:وَأَنَّا لَمَسْنَا ٱلسَّمَآءَ } [الجن: 8] أفاده البيضاويّ.

قال الناصر في (الانتصاف): والظاهر أن فائدة زيادة لمسهم له بأيديهم، تحقيق القراءة على قرب. أي: فقرؤوه وهو في أيديهم، لا بعيد عنهم، لما آمنوا.

وقال ابن كثير: وهذا كما قال تعالى مخبراً عن مكابرتهم للمحسوسات:وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ ٱلسَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ } [الحجر: 14-15]، لقوله تعالى:وَإِن يَرَوْاْ كِسْفاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ سَاقِطاً يَقُولُواْ سَحَابٌ مَّرْكُومٌ } [الطور: 44].