الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ مَن يُنَجِّيكُمْ مِّن ظُلُمَاتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ }

{ قُلْ مَن يُنَجِّيكُمْ مِّن ظُلُمَاتِ ٱلْبَرِّ } أي: شدائده، كخوف العدوّ، وضلال الطريق، { وَٱلْبَحْرِ } كخوف الغرق، والضلال، وسكون الريح. استعيرت الظلمة للشدة، لمشاركتهما في الهول، وإبطال الأبصار، ودهش العقول. يقال لليوم الشديد: يوم مظلم، ويوم ذو كواكب. أي: اشتدت ظلمته حتى عاد كالليل، وظهرت الكواكب فيه.

{ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً } أي: تذللا إليه، تحقيقاً للعبودية، { وَخُفْيَةً } بضم الخاء، وقرئ بكسرها. أي: سراً، تحقيقاً للإخلاص. { لَّئِنْ أَنجَانَا } حال من الفاعل بتقدير القول. أي: قائلين، وعداً بالشكر، لئن أنجيتنا { مِنْ هَـٰذِهِ } أي: الشدة المعبر عنها بالظلمات، { لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ } أي: لك، باعتقاد أنك المخصوص بالثناء الجميل.