الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ أَرَءَيْتَكُمْ إِنْ أَتَـٰكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلظَّٰلِمُونَ }

{ قُلْ أَرَءَيْتَكُمْ إِنْ أَتَـٰكُمْ } لإعراضكم عن الآيات بعد تصريفها { عَذَابُ ٱللَّهِ } أي: المستأصل لكم، { بَغْتَةً } أي: فجأة من غير تقديم ما يشعر به؛ إذ لم يفد ما تقدم، { أَوْ جَهْرَةً } بتقديمه مبالغة في إزاحة العذر. وقيل: ليلا أو نهاراً، كما في قوله تعالى:بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً } [يونس: 50]، لما أن الغالب فيما أتى ليلا البغتة، وفيما أتى نهاراً الجهرة { هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلظَّٰلِمُونَ } أي: هل يهلك بذلك العذاب إلا أنتم؟ وَوَضَعَ الظاهرَ موضعه، تسجيلاً عليهم بالظلم، وإيذاناً بأن مناط إهلاكهم ظلمهم الذي هو وضعهم الإعراض عما صرف الله له من الآيات، موضع الإيمان.

ثم أشار تعالى إلى وظيفة الرسل، وتحقيق ما في عهدتهم، لبيان أن بما يقترحه الكفار عليه، صلى الله عليه وسلم، ليس مما يتعلق بالرسالة أصلا، بقوله سبحانه:

{ وَمَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ... }.