{ أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّآ أُنزِلَ عَلَيْنَا ٱلْكِتَابُ } أي: كما أنزل عليهم { لَكُنَّآ أَهْدَىٰ مِنْهُمْ } أي: إلى الحق وأسرع منهم إجابة للرسول لمزيد ذكائنا وجدّنا في العمل { فَقَدْ جَآءَكُمْ }. قال أبو السعود: متعلق بمحذوف ينبئ عنه الفاء الفصيحة، إما معلل به، أي: لا تعتذروا بذلك فقد جاءكم. وإما شرط له. أي: إن صدقتم فيما كنتم تعدون من أنفسكم من كونكم أهدى من الطائفتين على تقدير نزول الكتاب عليكم، فقد حصل ما فرضتم وجاءكم. { بَيِّنَةٌ } أي: كتاب حجة واضحة { مِّن رَّبِّكُمْ } متعلق بـ { جَآءَكُمْ } أو بمحذوف صفة لـ { بَيِّنَةٌ } أي: بينة كائنة منه تعالى، لا يتوهم فيه السحر { وَهُدًى } بإقامة الدلائل ورفع الشبه { وَرَحْمَةٌ } بإفاضة الفوائد وتسهيل طريقكم وتيسيرها إلى أشرف الكمالات { فَمَنْ أَظْلَمُ }. قال أبو السعود: الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها. فإن مجيء القرآن المشتمل على الهدى والرحمة موجب لغاية أظلمية من يكذبه. أي: وإذا كان الأمر كذلك فمن أظلم { مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا } أي: صرف الناس وصدَّهم عنها. فجمع بين الضلال والإضلال. والمعنى إنكار أن يكون أحد أظلم منه أو مساوياً له { سَنَجْزِي ٱلَّذِينَ يَصْدِفُونَ } الناس { عَنْ آيَاتِنَا } أي: التي لو لم يصدفوا عنها لعرفوا إعجازها { سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ } أي: العذاب السيء { بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ } وهذا كقوله تعالى:{ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ ٱلْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ } [النحل: 88].