{ وَعَلَى ٱلَّذِينَ هَادُواْ } أي: اليهود خاصة { حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ } قال سعيد بن جبير: هو الذي ليس منفرج الأصابع - كالجمل والوَبْر والأرنب - فإنها من ذوات الأظفار الغير المشقوقة - أي: المنفرجة - وأما ذو الظفر المشقوق وهو يجترّ من البهائم, فلم يحرم عليهم. { وَمِنَ ٱلْبَقَرِ وَٱلْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَآ } لا لحومهما { إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا } يعني: ما علق بالظهر من الشحوم { أَوِ ٱلْحَوَايَآ } أي: الأمعاء والمصارين - أي: ما حملته من الشحوم - { أَوْ مَا ٱخْتَلَطَ بِعَظْمٍ } كالمخ والعصعص { ذٰلِكَ } أي: تحريم تلك الأطايب عليهم { جَزَيْنَٰهُم بِبَغْيِهِمْ } بسبب ظلمهم, وهو قتلهم الأنبياء بغير حقّ, وأكلهم الربا - وقد نهوا عنه - وأكلهم أموال الناس بالباطل، كقوله تعالى:{ فَبِظُلْمٍ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ كَثِيراً } [النساء: 160]. قال المهايميّ: أي: ولم يكن لغيرهم ذلك البغي, فلا وجه لتحريمها عليهم مع كونها أطايب في أنفسها. { وِإِنَّا لَصَٰدِقُونَ } أي: في جميع أخبارنا التي من جملتها هذا الخبر؛ وهو تخصيص التحريم بهم, لبغيهم. قال ابن جرير: لا كما زعموا من أن إسرائيل هو الذي حرّمه على نفسه. قال أبو السعود: ولقد ألقمهم الحجر قوله تعالى:{ كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ ٱلتَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِٱلتَّوْرَاةِ فَٱتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [آل عمران: 93].