قوله تعالى: { ثَمَٰنِيَةَ أَزْوَٰجٍ } بدل من{ حَمُولَةً وَفَرْشاً } [الأنعام: 142] أو مفعول{ كُلُواْ } [الأنعام: 141].{ وَلاَ تَتَّبِعُواْ } [الأنعام: 142] معترض بينهما، أو فعل دل عليه، أو حال من (ما) بمعنى: مختلفة أو متعددة. والزوج ما معه آخر من جنسه يزاوجه. قال تعالى:{ وَأَنَّهُ خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } [النجم: 45] وقد يقال لمجموعهما، والمراد الأول.
{ مِّنَ ٱلضَّأْنِ } زوجين { ٱثْنَيْنِ } الكبش والنعجة { وَمِنَ ٱلْمَعْزِ ٱثْنَيْنِ } التيس والعنز. { قُلْ } أي: تبكيتاً لهم، وإظهاراً لانقطاعهم عن الجواب { ءَآلذَّكَرَيْنِ } من الضأن والمعز { حَرَّمَ } الله عليكم أيها المشركون { أَمِ ٱلأُنثَيَيْنِ } منهما { أَمَّا ٱشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ ٱلأُنثَيَيْنِ } أي: أم ما حملت إناث الجنسين ذكراً كان أو أنثى، كما قالوا:{ مَا فِي بُطُونِ هَـٰذِهِ ٱلأَنْعَٰمِ خَالِصَةٌ... } [الأنعام: 139] الآية.
{ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ } أي: بدليل نقليّ من كتب أوائل الرسل، أو عقليّ في الفرق بين هذين النوعين، والنوعين الآتيين - قاله المهايميّ -.
{ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ } أي: في دعوى التحريم.
وفي قوله تعالى: { نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ... } تكريرٌ للإلزام، وتثنية للتبكيت والإفحام.