{ وَرَبُّكَ ٱلْغَنِيُّ } عن جميع خلقه من جميع الوجوه، وهم الفقراء إليه في جميع أحوالهم { ذُو ٱلرَّحْمَةِ } أي: يترحم عليهم بالتكليف، تكميلاً لهم، ويمهلهم على المعاصي. وفيه تنبيه على أن ما سبق ذكره من الإرسال ليس لنفعه سبحانه، بل لترحمه على العباد، وتمهيد لقوله: { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُمْ مَّا يَشَآءُ } أي: من الخلق يعملون بطاعته { كَمَآ أَنشَأَكُمْ مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ } أي: ذهب بهم ثم بذريتهم، لكنه أبقاكم ترحماً عليكم. وهذا كقوله تعالى:{ وَٱللَّهُ ٱلْغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم } [محمد: 38].