الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَدْ جَآءَكُمْ بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ }

قوله تعالى: { قَدْ جَآءَكُمْ بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ } أي: الآيات والدلائل التي تبصرون بها الهدى من الضلالة. جمع (بصيرة)، وهي الدلالة التي توجب البصر بالشيء، والعلم به. وجوّز أن يكون المعنى: قد جاءكم من الوحي ما هو كالبصائر للقلوب، جمع (بصيرة) وهو النور الذي يستبصر به القلب، كما أن البصر نور تستبصر به العين.

{ فَمَنْ أَبْصَرَ } أي: الحقَّ بتلك البصائر وآمن به { فَلِنَفْسِهِ } أي: فلنفسه أبصر؛ لأن نفعه لها، { وَمَنْ عَمِيَ } أي: ضل عن الحق. والتعبير عنه بـ (العمى) للتقبيح له، والتنفير عنه، { فَعَلَيْهَا } أي: فعلى نفسه عمى، وإياها ضر بالعمى. { وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ } أي: برقيب يرقبكم، ويحفظكم عن الضلال، بل أنا منذر، والله يحفظ أعمالكم، ويجازيكم عليها.