الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ كَمَثَلِ ٱلشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ ٱكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّنكَ إِنِّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ } * { فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَآ أَنَّهُمَا فِي ٱلنَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَآءُ ٱلظَّالِمِينَ }

{ كَمَثَلِ ٱلشَّيْطَانِ } أي: مثل المنافقين في إغراء بني الضير على القتال، ووعدهم النجدة أو الخروج معهم، ومثل انخداع بني النضير بوعد أولئك الكاذب، كمثل الشيطان { إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ ٱكْفُرْ } أي: إذا غرّ إنساناً ووعده على اتباعه وكفره بالله، النصرة عند الحاجة إليه { فَلَمَّا كَفَرَ } أي: بالله، واتبعه، وأطاعه { قَالَ } أي: مخافة أن يشركه في عذابه، مسلماً له وخاذلاً { إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّنكَ } أي: فلا أعينك { إِنِّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ } أي: في نصرتك فلم ينفعه التبرؤ، كما لم ينفع الأول وعده الإعانة { فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَآ أَنَّهُمَا فِي ٱلنَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَآءُ ٱلظَّالِمِينَ } أي: في حق الله تعالى، وحق العباد. أي: وهكذا جزاء اليهود من بني النضير والمنافقين، الذين وعدوهم النصرة. وكل كافر بالله ظالم لنفسه على كفره به. إنهم في النار مخلدون.