{ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ } أي: ما تحرثون الأرض لأجله، وهو الحب. و (الحرث): شق الأرض للزراعة، وإثارتها، وإلقاء البذر فيها. { ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ } أي: تنبتونه { أَمْ نَحْنُ ٱلزَّارِعُونَ } أي: المنبتون. وعن بعض السلف أنه كان إذا قرأ هذه الآية وأمثالها يقول: بل أنت يا ربّ! { لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً } أي: أيبسناه قبل استوائه واستحصاده. وأصل (الحطام): ما تحطم وتفتت لشدة يبسه { فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ } أي: تعجبون من هلاكه ويبسه بعد خضرته. أو تندمون على اجتهادكم فيه الذي ضاع وخسر. أو { تَفَكَّهُونَ } على ما أصبتم لأجله من المعاصي، فتتحدثون فيه. و (التفكه): التنقل بصنوف الفاكهة، وقد استعير للتنقل بالحديث، لأنه ذو شجون. وقوله تعالى: { إِنَّا لَمُغْرَمُونَ } مقول قولٍ مقدّر، هو حال. أي: قائلين، أو يقولون: إنا لمغرمون. أي: ملزمون غرامة ما أنفقنا، أو مهلكون لهلاك رزقنا. من (الغرام) بمعنى الهلاك، قال: