{ يُعْرَفُ ٱلْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ } أي: بما يعلوهم من الكآبة والحزن والذلة، وقيل: بسواد الوجوه، وزرقة العيون { فَيُؤْخَذُ بِٱلنَّوَاصِي وَٱلأَقْدَامِ } أي: فتأخذهم الزبانية بنواصيهم وأقدامهم، فتسحبهم إلى جهنم، وتقذفهم فيها. والباء للآلة، كأخذت بالخطام، أو للتعدية. و(الناصية) مقدم الرأس. { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } قال ابن جرير: أي: من تعريفه ملائكته، أهل الإجرام من أهل الطاعة منكم، حتى خصوا بالإذلال والإهانة، المجرمين دون غيرهم { هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا ٱلْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ } أي: ماء حار { آنٍ } أي: انتهى حره، واشتد غليانه. وكل شيء قد أدرك وبلغ فقد أنَى، ومنه قوله:{ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ } [الأحزاب: 53]، يعني: إدراكه وبلوغه { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } أي: من عقوبته أهل الكفر به، وتكريمه أهل الإيمان به. ثم تأثر ما عدد عليهم من الآلاء الدينية، والدنيوية بتعداد ما أفاض عليهم في الآخرة، بقوله: { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ... }.