الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ ٱلدَّاعِ إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ } * { خُشَّعاً أَبْصَٰرُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } * { مُّهْطِعِينَ إِلَى ٱلدَّاعِ يَقُولُ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَسِرٌ }

{ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ } أي: اصفح عن أذاهم، وانتظر ما يأتيهم من الوعيد الشديد، كما قال: { يَوْمَ يَدْعُ ٱلدَّاعِ } أي: داعي الله إلى موقف القيامة، وهو ملك. أو الدعاء تمثيل للإعادة كالأمر في قوله:كُنْ فَيَكُونُ } [يس: 82] تمثيل للإبداء، والداعي هو الله تعالى: { إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ } أي: فظيع تنكره النفوس، وهو موقف الحساب والجزاء والبلاء { خُشَّعاً أَبْصَٰرُهُمْ } أي: من الذل والصغار { يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ } أي: قبورهم { كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } أي: في الكثرة والتموج والانتشار. والجرادُ مثل في الكثرة { مُّهْطِعِينَ إِلَى ٱلدَّاعِ } أي: مسرعين. مادّي أعناقهم إليه. { يَقُولُ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَسِرٌ } أي: لشدة أهواله و { يَوْمَ يَدْعُ } ظرف لـ { يَقُولُ } وقيل: بمضمر، وقيل: بـ { يَخْرُجُونَ } والأول أظهر.