الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ ٱلنُّجُومِ }

{ وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ } أي: اذكره واعبده بالتلاوة والصلاة بالليل، كما قال تعالى:وَمِنَ ٱلْلَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً } [الإسراء: 79].

وقد روي في أذكار الليل من التسابيح ما هو معروف في كتب الحديث. وقد جمعت ذلك معرّى عن أسانيدها في كتابي (الأوراد المأثورة).

{ وَإِدْبَارَ ٱلنُّجُومِ } أي: وسبحه وقت إدبارها، وذلك بميلها إلى الغروب عن الأفق، بانتشار ضوء الصبح، وقد عنى بذلك إما فريضة الفجر أو نافلته، أو ما يشملهما. قال قتادة: كنا نحدَّث أنهما الركعتان عند طلوع الفجر. وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: " لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل، أشدّ تعاهداً منه على ركعتي الفجر " وفي لفظ مسلم: " ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ".

قال الزمخشريّ: وقرئ: " وَأَدْبَارَ " بالفتح، بمعنى في أعقاب النجوم وآثارها إذا غربت.

تنبيه

قال في (الإكليل) عن الكرمانيّ: إن بعض الفقهاء استدل به على أن الإسفار بصلاة الصبح أفضل لأن النجوم، لا إدبار لها، وإنما ذلك بالاستتار عن العيون. انتهى. وهو استدلال متين.