الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوباً مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ }

{ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أي: ظلموا أنفسهم بتعريضها للعذاب الخالد بتكذيب الرسول، والإصرار على الشرك والبغي والفساد، { ذَنُوباً } أي: نصيباً وافراً من العذاب { مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ } أي: مثل أنصباء نظرائهم من الأمم المحكية. وأصل (الذنوب) الدلو العظيمة الممتلئة ماءً، أو القريبة من الامتلاء. وهي تذكّر وتؤنّث، فاستعيرت للنصيب مطلقاً، شرّاً كالنصيب من العذاب في الآية، أو خيراً كما في العطاء في قول عمرو بن شاس:
وفي كل حيٍّ قد خبطتَ بنعمة   فَحُقَّ لِشَأْسٍ مِنْ نَدَاكَ ذَنُوبُ
وهو مأخوذ من مقاسمة السقاة الماء بالذنوب، فيعطى لهذا ذنوب، ولآخر مثله.

{ فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ } أي: لا يطلبوا مني أن أعجل به قبل أجله، فإنه لا بد آتيهم، ولكن في حينه، المؤخر لحكمة.