الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلَّذِي جَعَلَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي ٱلْعَذَابِ ٱلشَّدِيدِ }

{ ٱلَّذِي جَعَلَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ } أي: عبد معه معبوداً آخر من خلقه { فَأَلْقِيَاهُ فِي ٱلْعَذَابِ ٱلشَّدِيدِ } أي: عذاب جهنم.

لطيفة

الموصول إما مبتدأ مضمن معنى الشرط، وخبره { فَأَلْقِيَاهُ } أو مفعول لمضمر يفسره { فَأَلْقِيَاهُ } أو بدل من { كُلَّ كَفَّارٍ } فيكون { فَأَلْقِيَاهُ } تكريراً للتوكيد. قيل على الأخير: إنه مخالف لما ذكره أهل المعاني من أن بين المؤكد والمؤكد شدة اتصال تمنع من العطف. وأجيب: بأنه من باب (وحقك ثم حقك) نزل التغاير بين المؤكد والمؤكد، والمفسِّر والمفسَّر؛ منزلة التغاير بين الذاتين بوجه خطابيّ. ولو جعل (العذاب الشديد) نوعاً من عذاب جهنم ومن أهواله، على أنه من بابوَمَلاۤئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ } [البقرة: 98] كان حسناً.

قال الشهاب (بعد نقله ما ذكر): قال ابن مالك في (التسهيل): فصلُ الجملتين في التأكيد بـ (ثم) إن أمن اللبس، أجود من وصلهما، وذكر بعض النحاة الفاء. وذكر الزمخشريّ في (الجاثية) الواو أيضاً. واتفق النحاة على أنه تأكيد اصطلاحيّ، وكلام أهل المعاني في إطلاق منعه غير سديد. انتهى.