الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَقَالَ قَرِينُهُ هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ }

{ وَقَالَ قَرِينُهُ } أي: قرين هذا الإنسان الذي جيء به يوم القيامة معه سائق وشهيد، وهو إما الملك الموكل عليه في الدنيا لكتابة أعماله، وهو الرقيب المتقدم، أو الشيطان الذي قيض له مقارناً يغويه، وهو الأظهر - كما اعتمده الزمخشري - لآيةنُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } [الزخرف: 36] ويشهد له قوله تعالى:قَالَ قرِينُهُ رَبَّنَا مَآ أَطْغَيْتُهُ } [ق: 27]، { هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } أي: هذا شيء لديّ حاضر مُعَدٌّ محفوظ. والإشارة على الأول لما في صحفه، وعلى الثاني للشخص نفسه، أي: هذا ما لديّ لجهنم هيَّأته بإغوائي لها.

وقال القاشانيّ: { وَقَالَ قَرِينُهُ } أي: من شيطان الوهم الذي غرَّه بالظواهر، وحجبه عن البواطن. { هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } مهيَّأ لجهنم، أي: ظهر تسخير الوهم إياه في التوجه إلى الجهة السفلية، وأنه ملَكه واستعبده في طلب اللذات البدنية، حتى هيأه لجهنم في قعر الطبيعة. انتهى.