{ تَرَىٰ كَثِيراً مِّنْهُمْ } أي: من أهل الكتاب { يَتَوَلَّوْنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي: يوالون المشركين، بغضاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الرازيّ: والمراد منهم كعب بن الأشرف وأصحابه، حين استجاشوا المشركين على الرسول صلى الله عليه وسلم. وذكرنا ذلك في قوله تعالى:{ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَٰؤُلاءِ أَهْدَىٰ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً } [النساء: 51]. { لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ } أي: لبئس شيئاً قدموا لمعادهم. وقوله تعالى: { أَن سَخِطَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ } هو المخصوص بالذم، على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، تنبيهاً على كمال التعلق والارتباط بينهما كأنهما شيء واحد، ومبالغة في الذم. والمعنى: لبئس زادهم في الآخرة موجب سخطه تعالى عليهم { وَفِي ٱلْعَذَابِ } أي: عذاب جهنم { هُمْ خَالِدُونَ }.