{ وَلَقَدْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ } كلام مستأنف مشتمل على ذكر بعض ما صدر عن بني إسرائيل - من الخيانة ونقض الميثاق - وما أدى إليه ذلك من التبعات، مسوق لتقرير المؤمنين على ذكر نعمة الله تعالى ومراعاة حق الميثاق الذي واثقهم به. وتحذيرهم من نقضه. أو لتقرير ما ذكر من همّ بني قريظة بالبطش. وتحقيقه حسبما مرّ من الرواية ببيان أنّ الغدر والخيانة عادة لهم قديمة توارثوها من أسلافهم - أفاده أبو السعود. زاد الرازيّ: تقرير الإلزام بالتكليف بأنه سنة الله في الذين خلوا. { وَبَعَثْنَا مِنهُمُ ٱثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً } رئيساً. سمي بذلك لأنه يفتش حال القوم ويعلم دخيلة أمرهم { وَقَالَ ٱللَّهُ } أي: لهم. وفي الالتفات: تربية المهابة وتأكيد ما يتضمنه الكلام من الوعد { إِنِّي مَعَكُمْ } أي: بالعلم والقدرة والنصرة { لَئِنْ أَقَمْتُمُ ٱلصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ ٱلزَّكَاةَ وَآمَنتُمْ بِرُسُلِي } أي: الذين يجيئون إليكم { وَعَزَّرْتُمُوهُمْ } أي: أعنتموهم ونصرتموهم بالسيف على الأعداء { وَأَقْرَضْتُمُ ٱللَّهَ } أي: بالإنفاق في سبيل الخير { قَرْضاً حَسَناً } بلا منٍّ ولا طلب ربحٍ دنيويّ، من رياء وسمعة { لأُكَفِّرَنَّ } أي: لأمحونّ { عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ } ذنوبكم { وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } أي: تطَّرد من تحت شجرها ومساكنها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الماء واللبن والخمر والعسل { فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ } أي: بعد أخذ الميثاق والإقرار به { مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ } أي: واضح السبيل، الموصّل إلى كل مطلبٍ عال.
