الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ ٱللَّهُ هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ ٱلصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }

{ قَالَ ٱللَّهُ هَـٰذَا } أي: يوم القيامة { يَوْمُ يَنفَعُ ٱلصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ } لأنه يوم الجزاء. والمراد بـ { ٱلصَّادِقِينَ }: المستمرون على الصدق في الأمور الدينية, التي معظمها التوحيد, الذي الآية في صدده. وفيه شهادة بصدق عيسى عليه السلام فيما قاله, جواباً عن قوله:أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ } [المائدة: 116] الآية. وقوله تعالى: { لَهُمْ جَنَّاتٌ } تفسير للنفع المذكور. ولذا لم يعطف عليه, أي: لهم بساتين من غرس صدقهم { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } أي: من تحت شجرها وسررها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الماء واللبن والخمر والعسل { خَالِدِينَ فِيهَآ } مقيمين لا يموتون ولا يخرجون { أَبَداً رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ } لصدقهم { وَرَضُواْ عَنْهُ } تحقيقاً لصدقهم. فلم يسخطوا لقضائه في الدنيا { ذٰلِكَ } أي: الخلود والرضوان { ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } أي: الكبير الذي لا أعظم منه. كما قال تعالى:لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ ٱلْعَامِلُونَ } [الصافات: 61] وكما قال تعالى:وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ } [المطففين: 26] وقوله تعالى:

{ للَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ... }.