الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ ٱللَّهُمَّ رَبَّنَآ أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنْكَ وَٱرْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ }

{ قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ ٱللَّهُمَّ رَبَّنَآ } أي: يا الله المطلوب لكل مهمّ، الجامع للكمالات، الذي ربانا بها. ناداه سبحانه وتعالى مرتين بوصف الألوهية والربوبية، إظهاراً لغاية التضرع ومبالغة في الاستدعاء { أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ }. أي: التي فيها ما تعدنا من نعيم الجنة: { تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا } أي: يكون يوم نزولها عيداً نعظمه ونسّر به، نحن الذين يدركونها. ومن بعدنا الذين يسمعونها فيتقوّون في دينهم. و (العيد) العائد. مشتق من (العود) لعوده من كل عام بالفرح والسرور. وكل ما عاد عليك في وقت فهو عيد، قال الأعشى:
فواكبدي من لاعج الحب والهوى   إذا اعتاد قلبي من أميمةَ عيدُها
كذا في (العناية).

وفي (القاموس) (العيد) بالكسر، ما اعتاك من هم أو مرض أو حزن ونحوه. وكل يوم فيه جمع { وَآيَةً مِّنْكَ } أي: على كمال قدرتك وصدق وعدك وتصديقك إياي { وَٱرْزُقْنَا } أي: أعطنا ما سألناك { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } أي: خير من يرزق. لأنه خالق الرزق ومعطيه بلا عوض.