{ إِذْ جَعَلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ } قال ابن جرير: وذلك حين جعل سهيل بن عمرو في قلبه الحمية، فامتنع أن يكتب في كتاب المقاضاة الذي كتب بين رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشركين { بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ } ، وأن يكتب فيه { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ } وامتنع هو وقومه من دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم عامه ذلك. والعامل في الظرف إما { لَعَذَّبْنَا } أو { وَصَدُّوكُمْ } ، أو (اذكر) مقدراً، فيكون مفعولاً به. و { ٱلْحَمِيَّةَ } الأنفة، وهي الاستكبار والاستنكاف، مصدر من (حمى من كذا) حمية. وقوله تعالى: { فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ } عطف على منويّ. أي: فهمَّ المسلمون أن يأبوا ذلك، ويقاتلوا عليه، فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين. يعني: الوقار والتثبت، حتى صالحوهم على أن يعودوا من قابل، وعلى ما تقدم. { وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ ٱلتَّقْوَىٰ } أي: اختارها لهم، فالإلزام مجاز عما ذكر من اختيارها لهم، وأمرهم بها. { وَكَانُوۤاْ أَحَقَّ بِهَا } قال أبو السعود: أي: متصفين بمزيد استحقاق لها. على أن صيغة التفضيل للزيادة مطلقاً. وقيل: أحق بها من الكفار { وَأَهْلَهَا } أي: المستأهل لها. { وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } قال أبو السعود: أي: فيعلم حق كل شيء، فيسوقه إلى مستحقه.