{ وَلَوْ نَشَآءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ } أي: لعرّفناكهم بدلائل تعرفهم بأعيانهم معرفة متاخمة للرؤية { فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ } أي: بعلامتهم التي نسمهم بها { وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ ٱلْقَوْلِ } أي: أسلوبه وما يرومون من غير إيضاح به. قال في (الإكليل): استدل بالآية من جعل التعريض بالقذف موجباً للحد. { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ } أي: فيجازيكم بحسب قصدكم. { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّابِرِينَ } أي: أهل المجاهدة في سبيل الله، والصبر على المشاق { وَنَبْلُوَاْ أَخْبَارَكُمْ } أي: أفانين أقوالكم، وضروب بياناتكم، وأعمال قوة ألسنتكم في نشر الحق والصدع به والدأب عليه، هل هو متمحض لذلك، أم فيه ما فيه من المحاباة خيفة لوم اللائم. قال القاشانيّ: علمُ الله تعالى قسمان: سابقٌ على معلوماته إجمالاً في لوح القضاء، وتفصيلاً في لوح القدر، وتابع إياها في المظاهر التفصيلية من النفوس البشرية، والنفوسّ السماوية الجزئية. فمعنى: { حَتَّىٰ نَعْلَمَ } حتى يظهر علمنا التفصيليّ في المظاهر الملكوتية والإنسية، التي يثبت بها الجزاء - والله أعلم.