الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ ٱلأَمْرِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ }

{ ذَلِكَ } إشارة إلى ما ذكر من ارتدادهم، { بِأَنَّهُمْ } أي: بسبب أنهم { قَالُواْ } أي: المنافقون { لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ } أي: لليهود الكارهين لنزول القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم { سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ ٱلأَمْرِ } أي: بعض أموركم، أو ما تأمرون به كالقعود عن الجهاد، والتظاهر على الرسول، أو الخروج معهم إن أخرجوا، كما أوضح ذلك قوله تعالى:أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ } [الحشر: 11]، وهم بنو قريظة والنضير الذين كانوا يوالونهم ويوادّونهم.

{ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ } أي: إخفاءهم لما يقولونه لليهود.