الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ ٱلأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُواْ ٱللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ }

{ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ } فيه أوجه:

أحدها: أنه خبر (أولى) على ما تقدم.

الثاني: أنها صفة السورة. أي: فإذا أنزلت سورة محكمة طاعة، أي: ذات طاعة، أو مطاعة. ذكره مكّي وأبو البقاء. وفيه بعد، لكثرة الفواصل.

الثالث: أنها مبتدأ، و(قول) عطف عليها، والخبر محذوف. تقديره: أمثل بكم من غيرهما. وقدّره مكيّ: منا طاعة، فقدّره مقدماً.

الرابع: أن يكون خبر مبتدأ محذوف. أي: أمرنا طاعة.

الخامس: أن { لَّهُمْ } خبر مقدم، و { طَاعَةٌ } مبتدأ مؤخر. والوقف والابتداء يعرفان مما قدمته، فتأمل - أفاده السمين.

{ فَإِذَا عَزَمَ ٱلأَمْرُ } أي: جدّ الحال، وحضر القتال: قال أبو السعود: أسند العزم، وهو الجد، إلى الأمر، وهو لأصحابه، مجازاً. كما في قوله تعالى:إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } [لقمان: 17] وعامل الظرف محذوف. أي: خالفوا وتخلفوا. وقيل ناقضوا. وقيل: كرهوا. وقيل: هو قوله تعالى: { فَلَوْ صَدَقُواْ ٱللَّهَ } على طريقة قولك: إذا حضرني طعام، فلو جئتني لأطعمتك. أي: فلو صدقوه تعالى فيما قالوه من الكلام المنبئ عن الحرص على الجهاد، بالجري على موجبه { لَكَانَ } أي: الصدق { خَيْراً لَّهُمْ } أي: في عاجل دنياهم، وآجل معادهم. قيل: فلو صدقوه في الإيمان، وواطأت قلوبهم في ذلك ألسنتهم. وأيّاً ما كان، فالمراد بهم الذين في قلوبهم مرض، وهم المخاطبون بقوله تعالى:

{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ... }.