الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُواْ هَـٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا ٱسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأْصْبَحُواْ لاَ يُرَىٰ إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ }

{ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ } أي: فلما جاءهم عذاب الله الذي استعجلوه، فرأوه عارضاً في ناحية من نواحي السماء، متجهاً نحو مزارعهم { قَالُواْ هَـٰذَا عَارِضٌ } أي: سحاب عارض { مُّمْطِرُنَا } أي: بغيث نحيا به { بَلْ هُوَ } أي: قال هود بل هو { مَا ٱسْتَعْجَلْتُم بِهِ } أي: من العذاب { رِيحٌ } أي: هي ريح، أو بدل من (ما), { فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ } أي: تهلك { كُلَّ شَيْءٍ } أي: من أموالهم وأنفسهم { بِأَمْرِ رَبِّهَا } أي: إذنه الذي لا يعارض، فلم تدفع عنهم آلهتهم، بل دَمّرتهم { فَأْصْبَحُواْ لاَ يُرَىٰ إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ } أي: بيوتهم.

ثم أشار إلى أن هذا لا يقتصر على عاد، بل ينتظر لمن كان على شاكلتهم من أهل مكة وغيرها، بقوله: { كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ } أي: الكافرين إذا تمادوا في غيهم، وطغوا على ربهم.