الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَآ أَتَعِدَانِنِيۤ أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ ٱلْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ ٱللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ }

{ وَٱلَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ } أي: حين دَعَوَاه إلى الإيمان والاستقامة { أُفٍّ لَّكُمَآ } أي: من هذه الدعوة: { أَتَعِدَانِنِيۤ أَنْ أُخْرَجَ } أي: أبعث من قبري بعد فنائي { وَقَدْ خَلَتِ ٱلْقُرُونُ مِن قَبْلِي } أي: هلكت ولم يرجع أحد منهم { وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ ٱللَّهَ } أي: يطلبان الغياث بالله منه. والمراد إنكار قوله، واستعظامه، كأنهما لجآ إلى الله في دفعه، كما يقال: (العياذ بالله)! أو المعنى: يطلبان أن يغيثه الله بالتوفيق، حتى يرجع عما هو عليه { وَيْلَكَ آمِنْ } أي: صدّق بوعد الله، وأقرّ أنك مبعوث بعد موتك. و: { وَيْلَكَ } في الأصل معناه الدعاء بالهلاك، فأقيم مقام الحث على فعلٍ أو تركٍ، للإيماء إلى أن مرتكبه حقيق بأن يطلب له الهلاك، فإذا سمع ذلك ترك ما هو فيه، وأخذ ما ينجعه { إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } أي: إن وعده تعالى لخلقه، بأنه يبعثهم من قبورهم إلى موقف الحساب، لمجازاتهم بأعمالهم، حق لا شك فيه { فَيَقُولُ } أي: مجيباً لوالديه، ورادّاً عليهما نصيحتهما، وتكذيباً بوعد الله { مَا هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } أي: أباطيلهم التي كتبوها.